سلحفائيةُ الحدث والمسار الدرامي لم يكن عبثًا؛ بل أجزمُ أنه أسلوب تقصَّده واتّبعه الكاتب كي يسلّط الضوء على «هادي الجنزاري» الذي يقومُ بما تقوم به أنت من أعمالٍ يومية، ويشعرُ بما تشعرُ به أنت خلال يومك ومع محيطك، ويفكّر بما قد تفكر فيهِ قبل أن ينخدع لنفسهِ عبر انحدار تدريجي يقوده نحو الهاوية، وإن كنت لا أنفي عن الأديب تأثر قلمه الواضح عن غير قصدٍ _ربما_ بفن السيناريو الذي خاض غمارَه أربعينَ عامًا على الأقل، وقد يتجلّى هذا أثناء دمجه للسيناريو والحوار في مشاهدَ متتالية مرئيّة على الورق؛ لذا ورغم سوداوية الحدث فقد يساعدك هذا الدمج أن تتلمسَ خفّة ظل البطل في كثيرٍ من الأحيان، وقد تتوقفُ مليًّا عند جملة معترضة أو وصفٍ عابر؛ كانعكاسٍ تام لتفاعلك مع إحدى الشخصيات التي قد تشيعُ في محيّاكَ الابتسامةُ قبل أن تشيعَ في وجهها؛ لقدرتهِ الغريبة على نقل شعورَ الشخصية إليكَ قبل وصف تفاعلها مع الحوار أو الحدث.
إقرا المزيد